صدر حديثا رواية بئس المصير للكاتب و المخرج المسرحي هشام حامد عن دار غراب للنشر و التوزيع ترتكز الرواية على عدة أعمدة درامية متباعدة الأمكنة غير أنها تسير في وحدات زمنية متقاربة رسم خلالها الكاتب الدراما العنيفة والمدمرة في الرواية على أساس خريطة جغرافية مصاحبة للخط التصاعدي في روايته الضخمة التي كتبها في أربع سنوات وأربعة أشهر. ..في تسع وستين مقطع. .. وتبدأ الأحداث من ديسمبر 2010لكن الكاتب يحفر في روايته فخا سحريا فلا نشعر خلاله بالزمن الذي يعود بنا الي سنة 1956 ثم تبدأ الأحداث البشعة في التدرج حيث نكسة 67 ثم حرب أكتوبر ومعاهدة السلام وموت السادات وتولي مبارك ثم حرب الخليج وتدمير العراق حتى الوقت الراهن من خلال شخوص و أحداث العمل . هؤلاء الشخوص المهمشين و المهملين و كأنهم خارج خارطة الزمكان . فالقسوة و البشاعة أفقدت أبطال العمل آدميتهم ، فأصبح التشوه عنوانا للمرحلة التي يحياها الإنسان المعاصر . الرواية صرخة فى وجه الألم و اللاإنسانية التي يتكشفها القارئ خلال السرد الذي يكشف عن الظلام المستور تحت غطاء النور الكاذب فإذا كانت الأحداث تبدأ بالتدمير فإن نهايتها أشد واعنف حين تزيح غطاء الأنفس القبيحة التي أودت بالأرض الي بئس المصير . حيث يقول الكاتب فى أحد المقاطع التي يصف خلاله أحد شخوصه المشوهة ترك نفسه فاقدًا القُدرة على المقاومة، وتتأخر شهقة ذهول محسور مُنحشرة في رئتيه وهو مُستسلم لأيدي النساء، وتُنقش في جسده خرائط الدم، ينظر إلى زوجته تُقيد بأغلال وتُربط في منتصف كوخه الأول، تستغيث ربَّها وتطلب الرحمة، ويرى بناته وولده الوحيد يبكون، ويجرون مختبئين في عمارته الأولى غرب الجسر، تنساب دموعُه وهو يرى البنزين يُسكب من سطحي عمارتيه على الجدران، تجرُّه النسوة من قدميه فيُكشف لحمه، ويُسلخ جلده، وتنهال عليه العِصيُّ، تلمح عينيه قرصَ الشمس الأحمر، يسقط بهدوء في أقصي الغرب من سماء سمسار، ويتذكَّر حينئذٍ قائد العمال وهو يُوافقه على إنشاء كوخ للطعام، فيرحِّب بالاستسلام متاجرة مع الزمن، فربما ما يحدث الآن كابوس مفاجئ،