
الفراشةُ لحنٌ
………………
لم نصلْ بعدُ
لمحطةِ اليأس الأخيرةِ
و لم تخلعنا الأرضُ ثيابًا باليةَ
ما زال طفل الروح
خلف نوافذِ الحلمِ
يلوحُ للشمس
و يفتحُ كفيّه
ينتظرُ الفراشات التي لا تجيئُ
يهمسُ في نفسهِ..
حتمًا ستأتى ..
… لا أظنُ
ماذا سأفعلُ لو خاننى الوقتُ
وشاخ المدى خجلًا
و داهمني القادمون من أقصى جنوب القلبِ
ينزفون مِلح أغنيتي
ماذا سأقولُ للتي سئمت بالضفةِ الآخرى
و لأمي
و للنازحين إلى دمي
يا حبيبتي لا تقلقي
سأختصر المسافةَ في لفافة تبغٍ
و أقلّب المدى في كوب ماء..و أنام منهكًا
منهكًا تمامًا كليل العائدين من الحربِ
لا همُ انكسروا
و لا همُ انتصروا
و الأنفاسُ أزيزُ محركٍ صاخب الإيقاع
عاريةً تغني و ترقصُ
وتصرخُ..
يا لحن
ملّ المتعبون غناءهم
و ما نحنُ بكاشفي عورَ الكلامِ
يا لحن
القلب على اليأس استوى
مسه إذ مسه وقعُ خطاك
فخرَ و هوى
يا لحن
ثمة لحنٌ لم يفضّ بكارة ورقةٍ
أنهكها الشوق
فألهبَنا..
فوهبَنا المعتمون ضياءهم
و وهبَنا
يا لحن
يا ظلَ المسافرِ صوب مشكاةٍ تراوده
يحرسه الشجرُ المسن
و تخَتطفه الطير
حتى إذا جاءها
لم يجدها شيئًا
و وجد الفراشاتَ
تتجلى فغنّى..
الفراشةُ لحنٌ
حطّت على كتف الحقيّقة
رحيقُ ريقها الترياق
فردوسُ أنفاس
المغرمين
العابرين
اليائسين
البائسين
اللابسين
لباس الحزن
من وجعٍ
يصوغ صمت اللواتى
أحببنى شعرًا
و أحببتهن وردًا
على النهدين ينمو
فأقطف ما تهيأ
من ثمار الأغنيات
و أمضي
أغني..
..أغني
كأني طريدُ الليل
و الأفقُ العليلُ
يقلبُ ما تلألأ من شَتات الدمع
و أمضي أغني..أغني
……………………