
…
لم أبلغِ الماءَ حتى صرتَ لي سَكنا
في غربةِ الروحِ كنتَ الحِضنَ والوطنا
قلبي على شَجِرِ الأشواقِ مُرْتَهنٌ
فامددْ بسحرِكَ في الأحلامِ لي فَننا
أرنو إلى سُبلِ الأفراحِ تعبرُ بي
سراً من المُبتدى للمنتهى عَلَنا
ظمأى أتيتُكَ لا زاداً صحبتُ معي
فكان حبُّكَ لي زاداً وكلَّ مُنى
قد كنتُ أبصِرُ في ظلِّ السما وَجعاً
واليومَ كلُّ وجوهِ الأرضِ منكَ جنى
يا حُلَّةَ المُشتهى في كلِّ زاويةٍ
وكلما اشتهتِ الأرواحُ زِدتَ سنا
كم سبَّحَ القلبُ قبلَ العينِ من وَلَهٍ
وسيَّرَ النبضُ في أفلاكِهِ الزَّمنا
وكم أقامَ الهوى للحسنِ معبدَه
صلَّتْ حروفي بهِ لمَّا رأتْ حَسَنا
ما كنتَ أولَ من تاهوا بأوردتي
أو من تباروا وأغلوا في يدي الثمنا
بل كنتَ أعذبَ لحنٍ زانَ أغنيتي
وكلَّ عطرٍ بجنَّات الهوى قُرِنا
…………………..