يَا سَيَدَ الأَحْبَابِ حَرْفُكَ مُفْعمٌ
بِشُعُورِ فَنّانٍ ومَنْطِقِ شَاعِـرِ
كَالْبَحْرِ مُمْتدُ العُبَابِ مُسَافِرٌ
فِيْ ذَاتِهِ وَتَراَهُ غَيَرَ مُسَافِرِ
وأَنَا عَلَى بَحْرِ القَصِيدةِ زَوْرَقٌ
إنْ هَاجَ مَوجُ الحَرفِ لَسْتُ بِخَاسِرِ
بِبَرِيقِ عَيَنَيَكَ الجَمِيلَةِ أَهْتَدِيْ
إِنْ كُنْتُ فِيْ عَينَيكَ.. أَنْتَ بِنَاظِرِي
لَا حِيْلَةٌ لِيْ فِيْ هَواكَ وها أنَا
سَطَّرْتُ بِالأَشْواقِ كُلَّ خَواطِرِي
إِنْ يَكْفُرُوا بِالحُبِ أَو آيَاتِهِ
فَأَنَا بِهذَا الحُبِ لَسْتُ بِكَافِرِ
وأَرَى نَشِيدَ الوَجْدِ مِنكَ لُحُونُهُ
بأِنِينِ سَاقِيَةٍ ورِقةِ طَائِرِ
فَارْفُقْ بِقَلْبِيْ .. إنْ حَرْفَكَ أَسْهُمٌ
شَلَّتْ أَحَاسِيسِيْ وكُلَّ مَشَاعِرِي
وإِذَا رَمَيَتَ الْقَلْبَ دُونَ دِرَايةٍ
سَأَقُولُ صَيَّادٌ بِسَهْمٍ نَافِرِ
فاسأل سوادَ الليلِ كَيفَ عَبَرْتهُ
بأنينِ أغنيةٍ ونجمٍ حَائِرِ
أَنَا إنْ دَنَا مِنّيْ خَيَالُكَ تَنْجَلِيْ
عنّيْ الهُمُومُ بِهِ .. بِقُدْرةِ قَادرِ
فَأَذُوبُ فِيْ عَيَنَيَكَ وهِيَ بَعِيدَةٌ
وأَرَاكَ مَوجُودَاً ولَسْتَ بِحَاضِرِ
فَيَقُولُ بَعْضُ القَومِ جُنَّ جُنونُهُ
لَكِنّيْ لَا أَرْنُو لِضِحْكةِ سَاخِرِ
لا حِيلَةٌ للقَلبِ حينَ غَزَوتَهُ
والقَلْبُ لَولَا الحُبُّ أَعْظَمُ ثَائِرِ
وإِذَا تَمَادَى القَومُ فِيْ ضِحْكَاتِهِمْ
لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَا كَنَظْرِةِ عَابِرِ
قَلْبِيْ كَهَذَا البَحْرِ لَا جِيَفٌ بِهِ
بَلْ لاَ يُعَكِرُهُ ضَجِيجُ بَواخِرِ
لِذَا لَنْ يَنَالَ الضَاحِكُونَ مُرَادَهُمْ
كَلاّ ولَنْ نُصْغِيْ لقَولٍ بَائِرِ
فَأَنَا وهَذَا الحُبُّ قِصّةُ فَارِسٍ
أَمْسَى بِدَرْبِ الحُبِ غَيرَ مُكَابِرِ
………………..