…
عيناكِ هواهُ مَنْسَكُهُ
وَشِفَاهُ مُنَاهُ يُرطِبُهُ
وَعُوَّدُهُ ظَمْآنُ الشَّهدِ
أَحَرَامُ العِشقُ وَمَعْبَدُهُ ؟
وَرِضَابٌ مِنْكِ وَسُكَرُهُ
كَالنَّهْرِ يَهُزُّكَ مَوْرِدُهُ
وَتَقُولُ كَلَامُكَ مَنْبَعُهُ
مِنْ أَيْنَ يَاخَالِدُ تُوَجِدُهُ؟
مِنْ سِحْرِ العَيْنِ وَفِتْنَتِهَا
وَجَمَالِكِ أُوْشِكُ أَعْبُدُهُ
مَا بَالُ الحِبِّ ليَفْتَحَ لِي
بَابَ الهُجْرَانِ وَيُوصِدُهُ
وَهَمَمْتُ بِقَلْبِكِ أَسْأَلُهُ
أَأُقِيمُ اللَّيْلَ وَأُقْعِدُهُ ؟
وَأُنَاجِي البَحْرَ وَأَرْقُبُهُ
فَلَعَلَّ سَمَاءَكِ تُسْعِدُهُ
أَنْتِ الأَمْوَاجُ وَشَاطِئُهُ
لَا أَقْدِرُ حَقَّاً أُقْعِدُهُ
قَسَمَاً بِعُيُونٍ تُسْحِرُنِي
وَقَوَامِ الِنهْرِ وَأُشْهِدُهُ
سَأُحِبُّ قُدُومَكِ سَيِّدَتِي
يَا مِصْرُ ثَرَاكِ لَعَسْجَدُه
وَأَرَى خِلَّا يَشْكُو نَهْرَا
كَالبَحْرِ وَقَدْ مَلُحَتْ يَدُهُ
يَغْتَرُّ كَنَهْرٍ فَيَّاضٍ
فَيَفِرُّ الحُبُّ وَيَجْحَدُهُ
مَا بَالُ النَّهْرِ يُعَذِّبُنَا
قَتْلٌ تَشْرِيدٌ نَشْهَدُهُ
وَتَلَاقَى الحُزْنُ وَمَصْدَرُهُ
وَعَذَابٌ مَقْتٌ مَوْجِدُهُ
يَا مِصْرُ نِدَاؤُكِ نَغْمَتُنَا
يَا حُبَّا شَوْقُكِ نُوقِدُهُ
وَالعِطْرُ الفَوَّاحُ القَبَسُ
مِصْرِيُ المَهْوَى مَوْلِدُهُ
حُورٌ تَارِيخُ لِمَلْحَمَةٍ
قِدِّيسُ العَرْشِ مُعَبِّدُهُ
وَمُحِبٌ قَادَ مَرَاكِبَهَا
نَحْوَ الشُّطْآنِ وَيَعْقِدُهُ
لِنَعِيمِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
يَسْعَى وَالحَقُّ يُؤَيِّدُهُ
أَعْوَانُ الحِقْدِ سَتَرْقُبُهُ
وَتُدَبِّرُ شَرَاً تَقْصِدُهُ
…………….