…
أسافرُ حيثُ لا شاءَ المقامُ
وتحملنى القصيدةُ و الزِّحامُ
على حرفِى أُعكِّزُ كلَّ فجرٍ
لأنَّ النطفةَ الأولى إمامُ
وأزْرَعُ فى دماغكِ ألفَ بيتٍ
ولا شجرٌ يُلقِّطُ أو حمامُ
أنا طفلٌ بظهرِ الشعر يجرى
أُشَخْبِطُ لا أُقَوْلبُ أو أُلامُ
أنا رجلٌ تُقَوِّتُنى حروفى
وقافيتِى ومعْطفِىَ الكلامُ
وَلِى قلبٌ يَرَى من ثُقْبِ حرفٍ
إذا كانَ الوراءُ هو الأَمَام
ولى أملٌ وإن ظلمت وُلاةٌ
وَلِى وطنٌ كبيرٌ لا يُضامُ
وَلِى وجعى وأسئلَتى بُكائى
وَلِى سِجْنى ولى عرشٌ يُقام
أنا ثمرٌ على شجرِ اليتامى
ويأكلنى الوصاةُ وهم صيامُ
أنا نَصلٌ على جُرْحى مقيمٌ
أعذِّبُنى وتنْكَأُنى العظامُ
أنا الرَّحالُ لم أسكنْ بوادٍ
برجلى قد ضربتُ وهم أقاموا
أنا المنْفىُّ من ذاتى لِذاتى
إمامُ لى فمأمومٌ إمامُ
وأبْياتى كما زَغَبُ البرارى
خِماصِيُّونَ لا بُطْنٌ طِعامُ
وَلَمْ يخدعْ عيونى شِبهُ شَيْءٍ
كَأَنَّ النَّاسُ راكعةً قيامُ
بربِّكِ يا عروسَ الغيبِ هِيئِى
لِشِعًْرِىَ فالقصيدةُ لا تَنامُ
ويا لغةً تراوِدُنى غياباً
حلالكُ فى الغيابِ هو الحرام
…………………………..