للكلمة سحر وتأثير فقد تكون نورا وقد تكون ظلاما تستطيع أن تبنى أمما وحضارات وتهذب سلوك الشعوب فتتعامل بسلام ومحبة وتفاعل لا يحكمهم إلا إنسانيتهم وتستطيع أيضا أن تهدم أمما عريقة وتغير وجدان الشعوب للبلطجة والسطو والحروب ، إلا أن الشعر بطبيعته المحبة وإحساسه المفرط لطبيعته ولطبيعة الشعراء السمحة المحبة التى يحركها دائما الجمال والإحساس بالحب والحلم الدائم بالمدينة الفاضلة والحياة الخيالية الراقية التى تجعل الكل على نفس الأهمية فى الحياة فى معترك ميكانيكى يجعل لكل شخص دوره الهام فى الحياة ، فكان الشعر معبرا دائما عن الحب والجمال والسلام ، والسلام لغة البراءة والتحية .
والاهتمام بالسلام والحرية ونشر المحبة والتسامح بين الشعوب غاية من أسمى الغايات يسعى لها دائما الشعراء والمفكرون والفلاسفة .
ومن الملاحظ أن ظاهرة الحرب ظلت تهدد أمن الأمم وسلامها بل ربما فاقت الحروب الحديثة في أهميتها وخطورتها تلك الحروب القديمة التي اشتعلت نيرانها بين الأمم في الأزمنة الغابرة ويبدو أن اتساع نطاق الاتصال بين الشعوب بعد التقدم الهائل الذي شهدته وسائل الإعلام والتكنولوجيا مما جعل إمكانية انتشار العداوات والصراعات أمرا يسيرا. هذا بالإضافة إلى أن التقدم التكنولوجي قد اصطحب معه نوعا من عدم التوازن الدائم في القوة العسكرية الأمر الذي يؤدي إلى إثارة نوع من القلق العام حول إمكانية اندلاع حروب عالمية في أي وقت وحول الأخطار التي تهدد الجنس البشري من جراء هذه الحروب ، وكان شعراء العرب دائما يمقتون الحروب وما تتبعه من انهيار الأطر الحياتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية
ولم يشذ الشعر العالمي عن الشعر العربي فى اهتمامه بالسلام ودعوته لترك الصرعات والحروب ويرجع هذا إلى أن للشعراء روحا واحدة محبة دائما للجمال والسلام فكانت أشعارهم تصيغ الحياة وترود مصاعبها أملا فى خلق حياة يسودها الحب والسلام والطمأنينة .
وقد كان السلام على مدى العصور هو غاية المبدعين والفلاسفة والحكماء فقضية السلام والحرية استهلكت مؤلفات عديدة من المفكرين والادباء والشعراء ليسهموا فى تهذيب هذا الصراع الدائم والوحشية التى باتت تفرض نفسها على كل جمال وحرية وأصبح السلام عبارة عن عبارات يتشدق بها الطامعون بلا جدوى تلمس على أرض الواقع ففى حين تقام مؤتمرات للسلام تجد الدماء تقذف بفيض من خلال شاشات التلفاز.
” فالسلام لا يعنى غياب الصراعات ، فالاختلاف سيستمر دائما فى الوجود ، السلام يعنى أن نحل هذه الخلافات بوسائل سليمة ، عن طريق الحوار ، التعليم ، المعرفة والطرق الإنسانية “.