أَنَّ الْفُؤادُ وفاضَ الدَّمْــعُ أَنْهــارا
والْعُمْرُ لوْلاَ حُصونُ الصَّبرِ لانْهارا
فَقْدُ الْأَحِبَّــةِ مَنْ رَبّ الْعُلا قـــَدَرٌ
هلْ يَمْلِكُ الْمَرْءُ في الْأَكْوانِ أَقْدارا ؟
هذي الحياة ومنْ فيها يُخلَّـدُ منْ؟
وارى الترابُ بجوفِ الأرضِ أخيارا
يوماً سنرحلُ لا مــالٌ ولا ولـــدٌ
لا نستطيـعُ لِهـذا الحــقِ إنــْكارا
قَضى الإلهُ وكَـفُّ المـوتِ صارمةٌ
كمْ أنشبتْ في نفوسِ الخلقِ أظفارا
ربَّــاهُ رَغمَ الرِّضا في كلِّ فاجِعَــةٍ
مازال وقعُ النوى كالسيــفِ بتارا
أحبابنا بُعدهـمْ يُدمي حُشاشَتَنا
فاقبل لدمعِ الورى في البعدِ أعذارا
وارحمْ أناساً لنا تحتَ الثرى رَقَدوا
واجعلْ جِنــانكَ في ظَلمائِــهم دارا
كانوا لنا بسمةً في وجهِ فرحتِنا
كانوا لنا في ربيعِ الكونِ أزهارا
قد بات يعصرنا شوقٌ لرؤيتهمْ
فاجعلْ بأرضِ الرُؤى أطيافَهمْ جارا
ياربِّ إن عظمتْ في الحزنِ ظلمتُنا
فانثر هداكَ بليلِ الحزنِ أقمارا
يا من إليك الرجا جفت روافِدُنا
أرسل سحابَكَ بالسلوانِ مِدرارا
وهَبْ لنا رحمةً تُنجي نهايتَنا
من العذابِ إذا كأسُ الرَّدى دارا
……….